هبوط سلس
بالنسبة للمتطوعين مثل سامي راهيكاينين، فإن بناء الثقة مع المهاجرين الذين يأتون إلى مكان جديد بحثًا عن حياة جديدة أمر بالغ الأهمية. هذه قصته.
vc_edit_form_fields_attributes_vc_
بقلم موظفي مجلة الصليب الأحمر والهلال الأحمر
إلى جانب تحقيق صحفي أعده فيستون ماهامبا،
صحفي مقيم في غوما، جمهورية الكونغو الديمقراطية،
وبعثة اللجنة الدولية في كينشاسا، جمهورية الكونغو
على الرغم مما قد تتضمنه العديد من المواقف التي تحوم حول مرض فيروس الإيبولا (هذا المرض ليس حقيقياً، على سبيل المثال) من خطأ واضح، فهي تحظى بقدر من الوجاهة لأن جانباً آخر من الشائعة (جني العاملين في المجال الإنساني للمال من وراء المرض) ينطوي على شيء من الحقيقة.
وتوضح غويندولين إيمير، الموظفة بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الأمر قائلة: “تستند معظم المسائل المتعلقة بانعدام الثقة إلى واقع شخص ما”. وتضيف قائلة: “تنطوي هذه المسائل على شيء من الحقيقة أو تستند إلى بعض منها. وما عليك إلا أن تأخذ الوقت اللازم لتتخيل نفسك في مكان المعنيين بها”.
وفي هذا أحد الأسباب التي تحمل العديد من المنظمات الإنسانية على بذل الجهود المتضافرة حتى يتسنى، في الواقع، التوصل إلى فهم أفضل ما يعنيه أن يكون أي شخص كان في موضع من تأمل في مساعدتهم. وترمي هذه البرامج، التي يشار إليها في الكثير من الأحيان باسم التفاعل مع المجتمعات المحلية والمساءلة، إلى الإصغاء إلى تصورات المجتمعات المحلية واحتياجاتها وتعقب ذلك والاستجابة له. وقد أصبحت تشكل، أكثر فأكثر، جزءاً لا يتجزأ من عمليات الحركة، من منطقة كوكس بازار في بنغلاديش إلى المجتمعات المهاجرة المتنقلة في أمريكا الجنوبية.
وقد انتقل الاتحاد الدولي، في ظل أزمة مرض الإيبولا، بهذا الجهد إلى مستوى جديد، حيث استخدم أول آلية منهجية على نطاق القطاعات لرصد تصورات المجتمعات المحلية ورؤاها في حالة من حالات الطوارئ المستمرة.
ويقول شيخ عبدولاي كامارا، وهو موظف في مجال التفاعل مع المجتمعات المحلية في الاتحاد الدولي في جمهورية الكونغو الديمقراطية: “ننتقل من مجتمع محلي إلى آخر ونذهب، في الكثير من الأحيان، من بيت إلى بيت حاملين رسالة مفادها أن الإيبولا مرض حقيقي وأن الإيبولا مرض قاتل”. ويضيف قائلاً: “ونحصل، خلال هذه العملية، على الكثير من المعلومات المفيدة للغاية”.
ويدخل متطوعو الصليب الأحمر البيانات في جدول بيانات قبل أن يضطلع بتحليلها مركز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ثم يجري تبادلها على لوحة متابعة محمية وتفاعلية على شبكة الإنترنت مع الجهات الفاعلة الأخرى مثل منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة أوكسفام واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية.
وتدل تلك البيانات أحياناً على وجود احتياجات عملية للغاية، مثل الحاجة إلى الصابون أو إلى أحواض الغسيل، أو قد تعالج مسائل أكثر تعقيداً، مثل الأسئلة التي يثيرها الناس عن اللقاحات، من قبيل التساؤل، مثلاً، عن إعطاء اللقاحات لبعض الأشخاص دون غيرهم. وإذا لم يُردّ على هذه الأسئلة، فقد يدلي الناس بتفسيراتهم الخاصة. والسؤال التالي هو أحد الأمثلة على ما يطرح في هذا الشأن: هل يتاح التطعيم فقط للأشخاص الذين تربطهم صلات عائلية وسياسية بالأخصائيين الصحيين؟
وتقول أومبريتا باجيو، كبيرة المستشارين في مجال التفاعل مع المجتمعات المحلية والمساءلة في الاتحاد الدولي، في معرض إشارتها إلى الممارسة المتعلقة بإنشاء “دائرة” من التحصينات حول الشخص المريض باستهداف كل من كان على اتصال به، ثم استهداف كل من تواصل مع المتصلين به: “بوسعنا الرد على أسئلتهم وشرح الاستراتيجية الرامية إلى تطعيم الأخصائيين الصحيين قبل غيرهم ثم شرح مفهوم التطعيم الدائري وبناء الثقة والتفاعل مع أنواع العلاج بعد ذلك”.
وتساعد البيانات أيضاً في تنقيح استراتيجيات الإعلام الأوسع نطاقاً، فضلاً عن إعطاء الأولوية للرسائل وتنسيقها. وتلاحظ باجيو قائلة: “تؤثر البيانات بالفعل على مستوى الثقة القائم حينما يأتي أي طرف خارجي بمعلومات ورسائل مختلفة”. وتضيف قائلة: “وتُضعف أيضاً مستوى الثقة حينما لا تلبي المساعدات المادية أو الرسائل احتياجات الناس ولا تبدد شواغلهم”.
وتتمثل الخطوة التالية في التأكد من أن المعلومات توجه أيضاً طريقة تنفيذ العمليات. وتقول باجيو: “في ظل أجواء بناء الثقة، ستتشكل حلقة من التعليقات الإيجابية، لأن الناس سيحصلون حينها على معلومات أكثر من ناحية الكم وأفضل من حيث الجودة، وهو ما يؤدي إلى تحقيق استجابة أحسن وإلى بناء ثقة أكبر بعد ذلك”.
ويتعين على المنظمات الإنسانية أيضاً أن تثق بالمجتمعات المحلية التي تود مساعدتها. وتوضح باجيو ذلك قائلة: “كثيراً ما تكون بحوزة المجتمعات المحلية مقترحات هامة ولكننا قد نكون في بعض الأحيان مشغولين للغاية بحيث لا نتوقف للإصغاء إلى ما يقوله أفرادها”.
مع بدء موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي وارتفاع حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، تضطر بلدان مثل هندوراس، التي لا تزال تعاني من أثار العواصف التي شهدها العام الماضي، إلى إدارة أزمات متعددة ومتداخلة.