هبوط سلس
بالنسبة للمتطوعين مثل سامي راهيكاينين، فإن بناء الثقة مع المهاجرين الذين يأتون إلى مكان جديد بحثًا عن حياة جديدة أمر بالغ الأهمية. هذه قصته.
سبتمبر 2019 |
بقلم مانويل رويدا
مانويل رويدا صحفي مستقل مقيم في
بوغوتا، كولومبيا
الإنتاج والتحرير
ايرينا روانو
في ظل تزايد شدة الفيضانات الموسمية، يسعى برنامج جديد يديره الصليب الأحمر البيروفي إلى الحد بدرجة كبيرة من عدد الأشخاص المتضررين من الفيضانات عن طريق عكس الطريقة التي تتم بها الإغاثة في حالات الكوارث عكساً تاماً. وتقوم الفكرة على تقديم المساعدة الإنسانية لأشد الناس ضعفا قبل وقوع الفيضانات، حتى يتمكنوا من البقاء آمنين وفي صحة جيدة أثناء حدوث هذه الظواهر الجوية القصوى.
ويقول كيمبير مانتيلا، المنسق الوطني للمشروع في الصليب الأحمر البيروفي: “نحن نمثل منظمة إنسانية عادة ما تركز على التصدي للكوارث”. ويضيف قائلا: ” ما نحن بصدد فعله الآن يشكل نقلة نوعية”.
ويُعرف هذا النهج، الذي وضع بمبادرة من “الصليب الأحمر الألماني” و “مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر”، والذي يتخذ من لاهاي (هولندا) مقراً له، باسم “التمويل القائم على التنبؤات” وقد بدأ تنفيذه في العديد من بلدان العالم، من بنغلاديش إلى توغو. .
وفي بيرو، يجري اختبار هذا النهج في ثلاثة مناطق معرضة للظواهر الجوية القصوى، وهي المدن الواقعة على طول ساحل المحيط الهادئ والتي تتضرر من هطول الأمطار الغزيرة المرتبطة بظاهرة النينيو؛ والقرى القائمة في المناطق العالية في جبال الأنديز، التي تقع على ارتفاع 800 3 متر فوق مستوى سطح البحر، والتي يكافح فيها المزارعون الذين يربون حيوان “الألبكة” من أجل التكيف مع الموجات الباردة والعواصف الثلجية الجليدية؛ وأجزاء حوض نهر الأمازون المحيطة بمدينة إكيتوس.
ويتعاون البرنامج مع الدائرة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في بيرو، وهي الهيئة التي تحلل أنماط المناخ القادمة وتخطر موظفي الصليب الأحمر البيروفي بالظواهر الجوية القصوى المتجهة نحو مناطق المجتمعات الضعيفة. ويتيح ذلك للعاملين في المجال الإنساني الوقت اللازم للتأهب وتوزيع المساعدات على المحتاجين.
ويقول خوان بازو، المستشار في علوم المناخ في مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهو شريك رئيسي آخر في المشاريع المتعلقة بالتمويل القائم على التنبؤات في جميع أنحاء العالم: “نحاول وضع المعلومات العلمية بين أيدي صناع القرار بأسرع ما نستطيع”.
ويردف قائلاً: “تكمن الفائدة المرجوة من هذا البرنامج في أنه يستخدم توقعات الأحوال الجوية، مما يتيح لنا فسحة من الوقت للتصرف، حتى نتمكن من تقديم المساعدة لأشد الناس ضعفاً”.
حينما تصبح العواصف والفيضانات أشد تطرفاً وأقل قابلية للتنبؤ بها، فإن توقعات الأحوال الجوية تدفع إلى حشد التمويل لعمليات الإغاثة قبل وقوع الكوارث، مما يتيح للناس الوقت اللازم للتأهب وإمكانية إنقاذ عدد أكبر من الأرواح.