هبوط سلس
بالنسبة للمتطوعين مثل سامي راهيكاينين، فإن بناء الثقة مع المهاجرين الذين يأتون إلى مكان جديد بحثًا عن حياة جديدة أمر بالغ الأهمية. هذه قصته.
vc_edit_form_fields_attributes_vc_
الصورة: شون ميتشيانزي
لقد شعرت بالفخر الشديد بموقف الحركة خلال القمة، ولا سيما لتركيزها على كرامة الإنسان وفكرة “التدخل على المستوى المحلي قدر الإمكان، وعلى المستوى الدولي حسب الضرورة” وكذلك رسالتنا بشأن “النظام البيئي” الإنساني، التي تؤكد وجود العديد من الأنظمة والمناهج الإنسانية، وليس نظام إنساني وحيد. وقد ساعد هذا على صقل إدراك الأفراد بأن الحركة –بما لديها من مبادئ أساسية وأسلوب عمل- لا بد أن تحتفظ بنهجها المتميز حتى عند عملها جنباً إلى جنب مع أنظمة إنسانية كبرى أخرى.
كما أوضحت الحركة موقفها بشأن أهمية جعل الاستجابات محلية بقدر الإمكان، وهو ما لم يحظ باهتمام كافٍ خلال القمة.
الصورة: أنتينه أكليلو
انطوت القمة العالمية للعمل الإنساني على التعاون –بين الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية- وتنسيق استجابتنا الإنسانية، وفي نفس الوقت تطوير قدرات المنظمات المحليّة، مثل الجمعيات الوطنية. وهذا أمر منطقي للغاية فكلما كانت الجمعيات الوطنية أكثر فعالية، كلما أصبحت الجهات المانحة أكثر دعماً لها. ولكن علينا جميعاً أن نساهم في بناء هذه المنظومة معاً، والأمر لا يتعلق بالمال فقط، ففي بعض الأحيان لا يتطلب الأمر سوى الخبرة. وربما نحتاج إلى تضمين شركاء في إحدى الجمعيات الوطنية، لملازمتهم في تطوير الأنظمة التنظيمية حتى يتمكنوا من رصد متطلبات الجهات المانحة وإعداد التقارير بشأنها. وفي غضون ذلك، علينا –في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر- أن نتمكن من الوصول إلى تفاهم والخروج من منطقة الراحة لمشاركة الآخرين أكثر مما نفعل. نحن نختلف عن الجهات الأخرى العاملة في المجال الإنساني، إلا أنه يمكننا إقامة جسور للتواصل معها وتوسيع تأثيرنا.
الصورة: الصليب الأحمر اللبناني
لم تكن القمة الإنسانية مجرد اجتماع استمر لمدة يومين وضم 9000 فرد. فقد بدأت قبل ذلك بفترة طويلة بعقد اجتماعات تمهيدية في مناطق عدة من بينها هنا في لبنان. وأياً كان التأثير الذي ستخلفه القمة، فإنه سيسري بشكل جيد إلى المستقبل. فمن الناحية النظرية، كان التعهد بتطوير عمليات تمويلية أطول أجلاً ومنح مزيد من الدعم للمنظمات المحلية أمراً إيجابياً للغاية. لكن علينا الآن أن نرى كيف سيعمل ذلك على المستوى المحلي. وبالنسبة لي، سيكمن مقياس النجاح في مدى قدرتنا على بناء قدرات المنظمات المحلية القائمة على المبادئ مثل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوطنية التي تحظى بقبول المجتمع والمستعدة دائماً للاستجابة على المدى الطويل.
نحن ندرك ذلك جيداً في الصليب الأحمر اللبناني. فقد طوت الأزمة السورية عامها السادس الآن، وقد كنا ولا نزال ننطلق بأقصى سرعة منذ البداية. وقد ضاعفنا استجابتنا وقدراتنا بهدف الحفاظ على مستوى استجابتنا.
قبل نشوب النزاع، كانت ميزانيتنا السنوية المخصصة لمقرنا الرئيسي في بيروت تبلغ 5 مليون دولار أمريكي، بينما وصلت الآن إلى أكثر من 25 مليون دولار أمريكي. لقد قمنا بزيادة قدراتنا لإدارة هذه الموارد والتحكم فيها من خلال العمل مع شركائنا. وهذا الأمر بالغ الأهمية لأن المنظمات القويّة، المسؤولة، النزيهة تحظى بقبول أكبر لدى المجتمع.
وقد توسعت قدرتنا التشغيلية أيضاً بصورة كبيرة، حيث يقود الصليب الأحمر اللبناني ويعمل مع 21 جمعية وطنية، كما يعمل مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ونشارك أيضاً في قيادة الكثير من المجالات كتوفير الخدمات الصحية والمواد الغذائية والمياه وخدمات الصرف الصحي وكذلك تعزيز النظافة الشخصية، وذلك تحد كبير. فالأمر لا يتعلق فقط بالاستجابة، بل بالتعاون مع المنظمات الحكومية والمنظمات الأخرى غير الحكومية بطرق مكملة لجهودها.
ومن الضروري للغاية أن تدرك الجهات المانحة والشركاء كل هذا. فالمنظمات الدولية غير الحكومية يمكنها الانسحاب عند نفاد أموالها، ولكننا سنظل هنا لدعم المجتمع. لذا علينا أن نكون واضحين للغاية بشأن خططنا والتزاماتنا حتى نتمكن من إدارة تطلعات المجتمعات وزيادة أو خفض عدد البرامج أو الموظفين والمتطوعين بطريقة لائقة ومشرفة. ويمكن أن تساعد الالتزامات المعلنة خلال القمة -بتقديم التمويل الأطول أجلاً ومزيد من التمويل غير المخصص- على تعزيز هذا النوع من الاستقرار والموثوقية والاستمرارية والكرامة لأول المستجيبين المتفانين وكذلك الأفراد الذين تقدم لهم المساعدة والرعاية والدعم.
في جبال الأنديز في بيرو، تتسبب التوقعات في نشر سريع للموارد التي تساعد رعاة قطعان الألبكة على حماية حيواناتهم من البرد القارس والعواصف الثلجية.